أخر الأخبار

الأحد، 10 أكتوبر 2010

أنت مسيحي ..أنا مسلم..اذن نفترق!


تطفوا الأن على الساحة قضية الاقباط واضطهاد الاغلبية المسلمة لهم،ومظاهرات هنا وهناك،وتنديد ووفد امريكي ،ورد رسمي حكومي ،وخطاب للرئيس،ونقاش بمجلس الشعب ،واتهامات تدين أشخاصا بعينهم سواء مقربين من الحكومة أو الحكومة ذاتها،لكن الجميع التفت للرد على الأسئلة والاتهامات،دون الوقوف والتوقف عند المشكلة ،والدخول في جوهرها للكشف عن بذور الفتنة ،كى لا تتشعب فروعها الى أن تصبح شجرة عجوز يصعب اقتلاع جذورها.
من ينكر وجود حساسية بين الطرفين فهو كاذب ،وتربص كل فئة بالاخرى ،وأن المجتمع يعيش حالة من الود والتفاهم ،واللون الوردى الذي يخيم علي الجميع ،فهو اما يخدعنا أو يخدع نفسه ،أويرائى لكسب مصلحة.
هناك مشكلةوحساسية بين الطرفين ،هناك من يتأفف عندما يجلس بجواره مسيحي فى الاتوبيس ،وهناك من لايشرب من كوب شرب من مسيحى أو اناءا أكل منه ،بحجة أن المشركين نجس ،أو أبسط من ذلك _وهو ما يراود عامة المسلمين _وهو أن المسيحين يأكلون لحم الخنازير المحرمة أكلها على المسلمين ولذلك فلا يجب أن نأكل أو نشرب من انائهم ،على الرغم من تصريح القرآن الكريم بقوله "وطعامهم حل لكم "في اشارة الى جواز أكل مايأكلون الا ما حرمه الله على المسلمين ،هذا واقع بالفعل يراود الكثير من المسلمين .
على الجانب الاخر يشعر المسيحيين أن مصر هي أرضهم _وهذا حق_التي انتزعها المسلمون منهم ابان الفتح الاسلامي ،وأنهم هم الاقباط الذين لابد أن يحكموا البلاد لأنها بلادهم ،ولا حق للمسلمين في الحكم ،وكم منهم من يعض علي انيابه عن سماع اسم "محمد"،و أنهم هم المصريون الحقيقيون ،وأن المسلمون هم القادمون من شبه الجزيرة العربية_أي أنهم ليس لهم فيها حق _،وتساؤلاتهم التى قد تكون تساؤلات داخلية غير معلنةوهى لماذا يخضعون للحكم بالشريعة الاسلامية ،وهم أصلا غير معترفين بهذه الديانة ولا بصاحبها ؟!.
بين هذا الجنانب والآخر شواذ،_وهم ليس كما تعتقد _هم شواذ وسطيون معتدلون ،ليس لديهم حساسية فى التعامل مع الأخر،لكن هؤلاء ليسوا بالعدد الكافى الذي يصلح لبناء جسر للربط بين الجانبين ،كما لا تستطيع أيديهم القليلة العدد حمل معول الهدم لكسر الحاجز بين الطرفين.
أنا لا أعلم حقيقة ما الحل لهذه المشكلة،ولكن ما أعلمه أن هناك مشكلة وعلى أجهزة الحل والربط في الدولة تولى مسئوليتها ،ولكن دون اعتقال وملئ السجون،التى أعتقد أنها مليئه بما يكفى ولا تتسع للمزيد،هناك بين الجانبين مفكريين وحكماء وعقلاء ولابد من الاستعانة بهم ،ولا وقت يتسع لكى تضع الحكومة يدها فى أذنيها لكى تسمع صوتها فقط .لابد أن تسمع جميع الاطراف ،وتفند كل صغيرة وكبيرة ،وان تدع الفرصة ليعرى كل جانب ما يخفيه في طيات نفسه لفتح حوار عار مكشوف من اى كذب ورياء للوصول الى الحل الأمثل.
نشر في نفس المكان بتاريخ ،ونعيده للتذكير

25 يناير, 2010