أخر الأخبار

الأحد، 10 أكتوبر 2010

أنت مسيحي ..أنا مسلم..اذن نفترق!


تطفوا الأن على الساحة قضية الاقباط واضطهاد الاغلبية المسلمة لهم،ومظاهرات هنا وهناك،وتنديد ووفد امريكي ،ورد رسمي حكومي ،وخطاب للرئيس،ونقاش بمجلس الشعب ،واتهامات تدين أشخاصا بعينهم سواء مقربين من الحكومة أو الحكومة ذاتها،لكن الجميع التفت للرد على الأسئلة والاتهامات،دون الوقوف والتوقف عند المشكلة ،والدخول في جوهرها للكشف عن بذور الفتنة ،كى لا تتشعب فروعها الى أن تصبح شجرة عجوز يصعب اقتلاع جذورها.
من ينكر وجود حساسية بين الطرفين فهو كاذب ،وتربص كل فئة بالاخرى ،وأن المجتمع يعيش حالة من الود والتفاهم ،واللون الوردى الذي يخيم علي الجميع ،فهو اما يخدعنا أو يخدع نفسه ،أويرائى لكسب مصلحة.
هناك مشكلةوحساسية بين الطرفين ،هناك من يتأفف عندما يجلس بجواره مسيحي فى الاتوبيس ،وهناك من لايشرب من كوب شرب من مسيحى أو اناءا أكل منه ،بحجة أن المشركين نجس ،أو أبسط من ذلك _وهو ما يراود عامة المسلمين _وهو أن المسيحين يأكلون لحم الخنازير المحرمة أكلها على المسلمين ولذلك فلا يجب أن نأكل أو نشرب من انائهم ،على الرغم من تصريح القرآن الكريم بقوله "وطعامهم حل لكم "في اشارة الى جواز أكل مايأكلون الا ما حرمه الله على المسلمين ،هذا واقع بالفعل يراود الكثير من المسلمين .
على الجانب الاخر يشعر المسيحيين أن مصر هي أرضهم _وهذا حق_التي انتزعها المسلمون منهم ابان الفتح الاسلامي ،وأنهم هم الاقباط الذين لابد أن يحكموا البلاد لأنها بلادهم ،ولا حق للمسلمين في الحكم ،وكم منهم من يعض علي انيابه عن سماع اسم "محمد"،و أنهم هم المصريون الحقيقيون ،وأن المسلمون هم القادمون من شبه الجزيرة العربية_أي أنهم ليس لهم فيها حق _،وتساؤلاتهم التى قد تكون تساؤلات داخلية غير معلنةوهى لماذا يخضعون للحكم بالشريعة الاسلامية ،وهم أصلا غير معترفين بهذه الديانة ولا بصاحبها ؟!.
بين هذا الجنانب والآخر شواذ،_وهم ليس كما تعتقد _هم شواذ وسطيون معتدلون ،ليس لديهم حساسية فى التعامل مع الأخر،لكن هؤلاء ليسوا بالعدد الكافى الذي يصلح لبناء جسر للربط بين الجانبين ،كما لا تستطيع أيديهم القليلة العدد حمل معول الهدم لكسر الحاجز بين الطرفين.
أنا لا أعلم حقيقة ما الحل لهذه المشكلة،ولكن ما أعلمه أن هناك مشكلة وعلى أجهزة الحل والربط في الدولة تولى مسئوليتها ،ولكن دون اعتقال وملئ السجون،التى أعتقد أنها مليئه بما يكفى ولا تتسع للمزيد،هناك بين الجانبين مفكريين وحكماء وعقلاء ولابد من الاستعانة بهم ،ولا وقت يتسع لكى تضع الحكومة يدها فى أذنيها لكى تسمع صوتها فقط .لابد أن تسمع جميع الاطراف ،وتفند كل صغيرة وكبيرة ،وان تدع الفرصة ليعرى كل جانب ما يخفيه في طيات نفسه لفتح حوار عار مكشوف من اى كذب ورياء للوصول الى الحل الأمثل.
نشر في نفس المكان بتاريخ ،ونعيده للتذكير

25 يناير, 2010

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

الزمالك يلبس أسود ..يلبس أبيض ..منحوس منحوس !


لا شئ يملكه نادي الزمالك بادارته وجهازه الفني ولاعبيه بل وجمهوره غير الدعاء في العشر الاواخر من رمضان ،فلعل وعسي يستجيب القدر وتستجاب دعواهم ،في ليلة القدر،كي يخرج من كوباته وانتكاساته ومشالكه التي التصقت بقيمصه الجديدة ماركه "أديداس "-حتي أديس - في الفترة الاخيرة .

فقد حاول نادي الزمالك قبل بداية الموسم الحالي الخروج من المشكلات التي عصفت به في الوسم الماضي وحلها ، والتي طالما تحجج المسئولين عن النادي بأنها كانت السبب الرئيسي في خروج الفريق من الموسم الماضي خالي الوفاض دون أي بطولات ،إلا أن النادي العريق اتجه إلي الشكل الظاهري والحلول السطحية ولم يصلح من الداخل واستمر الوضع علي ما هو عليه .

منذ قريب أعلن النادي عن وصول الفانلة الجديدة ذات أحدث التقنيات العالمية في تجفيف العرق ،وذات البعد الثلاثي –ولا ادري ما البعد الثلاثي –وان هذا "التي شيرت "الجديد ذات امكانيات خارقة وكأن هذه الفانلة ستلعب دون لاعب كالطائرة دون طيار! .

أعلن النادي ومن بعده الأهلي هذا الإنجاز التاريخي الذي يضعه في مصف الأندية العالمية التي ترتدي هذه الفانلة ،وتنافس الزمالك علي سبق الأهلي في الإعلان عن هذه الفانلة رغبة في انتزاع صدارة حتي ولو كانت صدارة ارتداء أحدث" التي شرتات"وليست صدارة تحقيق البطولات التي غابت عن النادي من زمن بعيد ،للدرجة التي نسي جمهوره متي حصل ناديه علي أخر بطولة ؟!.

ورغم محاولات نادي الزمالك المستميتة لحل الأزمات التي لحقت بالنادي في الفترة الماضية والتي تحجج المسئولين بالنادي والجهاز الفني بقيادة التؤم ،وبعض اللاعبين وأنها كانت سببا في الخروج من الموسم الماضي دون أي بطولات حققها الفريق إلا أن الفريق مازال يعاني من مشكلات مدوية ألحقت به خسائر لم يشهدها النادي من قبل،وكان آخرها الخسارة الثقيلة من نادي انبي .

وكأن لهذه المشاكل الداخلية والخلافات القانونية علي شراء اللاعبين وعقد الصفقات الكبيرة بين بعض الاندية المحلية كالأهلي والإتحاد السكندري ،والاوروبية أيضا ،والتي وصلت إلي الساحات القضائية مثل أزمة جدو ،وشيكابالا ،وعدم القدرة علي تغير الوضع القديم أثرا وواضحا في بعد الفريق عن تصنيف أندية العالم الذي لهذا الشهر والذي يصدر من الإتحاد العالمي للتأريخ والإحصاء ،حيث ظهرت نتيجته صباح الخميس معلنة بعد الفريق هذا التصنيف العالمي وتقدم منافسه التقليدي وهو الاهلي 113 مركزا في تصنيف أندية العالم هذا الشهر ليحتل المركز 87 عالميا،وذلك بعد مشاركته في دور الثمانية في دوري أبطال أفريقيا حيث فاز علي الإسماعيلي وتعادل مع هارتلاند وشبيبة القبائل وخسر من الفريق الجزائري علي أرضه .

وكان في صدارة هذه الأندية نادي إنتر ميلان الإيطالي بطل دوري أبطال أوروبا في حين جاء برشلونة في المركز الثاني ثم بايرن ميونيخ في المركز الثالث ثم تشيلسي رابعا وليفربول خامسا .

وكما تصدر مازيمبي الكونغولي صدارة الأندية الأفريقية في المركز 71 عالميا ومن بعده الأهلي ثم وفاق سطيف الجزائري .

وأما ترتيب الأندية المحلية في هذا التصنيف كان كالأتي ،فقد احتل الإسماعيلي المركز 113 في الترتيب العالمي وحرس الحدود في المركز 122 وجاء بتروجيت في المركز 293 ، وإنبي في المركز 317 ، وإستمر نادي الزمالك غائبا عن التصنيف .

ولذلك شن العدو التقليدي للإدارة الحالية لنادي الزمالك حملة من الإنتقادات الواسعة بعد سلسلة اخفاقات الفريق في الفترة الأخيرة سواء علي مستوي فريق الكرة أو الإدارة، خاصة بعد أن اعترف حازم إمام أمام النيابة العامة التي تتولي التحقيق في قضية خيانة الامانة التي تقدم بها اللاعب محمد ناجي جدو ضد النادي ،حيث أكد إمام ان النادي لم يسلم اللاعب أي مبالغ مالية من أجل التعاقد معه كما ادعي مسئوليه !.

وكان قد صرح منصور في تصريحات تليفزيونية أنه على الرغم من الاخلافات بينه وبين مجلس إدارة الزمالك والتي وصلت للقضاء بسبب قضية تزوير الانتخابات إلا أنه عرض خدماته بحكم أنه زملكاوي، حيث أن جماهيره لا تتذكر أنه قاضي أو محامي بل تتذكره بصفته البيضاء.

وأكد منصور أنه طلب من مسؤولي الزمالك أن يزودوه بالمعلومات وبالمستندات الخاصة بقضية جدو كما فعل في قضية المدير الفني السابق للفريق كابرال عندما حصل على تعويض قدره مليون جنيه، لكن رفض ممدوح عباس .

كما هاجم مسؤولي الزمالك واتهمهم بأنهم غائبين عنه فكيف لهم أن يتابعوا قضية جدو، مضيفا ان الزمالك هو النادي الوحيد الذي به هذا الكم من المشاكل،مستندا الى ازمة هاني سعيد الذي انضم للنادي بفيلم الطبنجة وخطف الأوراق والعقود وتسائل هل هذا هو هاني سعيد لاعب المنتخب الوطني والذي تأثرت نفسيته منذ انضمامه للنادي، اضافة الى لاعبين اخرين امثال الأردني خالد سعد وريكاردو البرازيلي والذين هربا من النادي على حد تعبيره.

وأكد رئيس الزمالك السابق أنه منذ تولي ممدوح عباس رئاسة النادي لم يتمكن من ابرام أي صفقات من العيار الثقيل، مشيراً الى فوز الأهلي بمعظم الصفقات التي دخل فيها كأحمد حسن وأحمد فتحي وغيرهما.

وطالب مرتضي من مجلس الادارة الإستقالة بعد هذه الفضيحة المدوية والتي ضلل فيها مسئولي الزمالك الإعلام المصري في قضية جدو وكذبه وادعاء النادي أنه أعطي للنادي مبالغ مالية وهو ما ثبت عدم صحته ،كما نوه ان انعقاد الجمعية العمومية سيكون له رأي آخر فيما ارتكبه مسئولي النادي من جرائم في حق النادي وتاريخه العريق .

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

اطلاق حملة "كل واحد يكفل ضابط شرطة " علي الفيس بوك


أثارت احدي الجروبات التي تتضامن مع الشاب خالد سعيد" بشهيد الطوارئ" علي موقع فيسبوك موضوع انتهاكات الشرطة المصرية لحقوق المواطن المصري ومنها الإتاوات التي تفرضها الشرطة علي المواطنين ،وهو ما لم يكن معروفا للجميع . وذلبك عبر ألبوم للصور يحمل اسم "حرام عليكم ".

الجروب يحمل الذي يحمل اسم "كلنا خالد سعيد "نشر صورة لإيصال تحصيل نقود من المواطنين المتقدين للترخيص السيارات الخاصة بهم ،لتحصيل مبلغ قدره خمسة جنيهات ،باسم جمعية تدعي "جمعية الولاء لضباط الشرطة "التابعة لمديرية امن ألمنيا .

هذا الإيصال والذي جاء ضم ألبوم للصور يحمل اسم " حرام عليكم "و يضم عددا من الصور التي تظهر ضرب بعض أفراد الشرطة للمدنين ،وصورا أخري لتعذيب بعض المواطنين ، تدرج فيه بيانات لترخيص سيارة ،مثل اسم صاحب السيارة ،ورقم اللوحات ،وماركة السيارة ،ونوع الترخيص ،مذيل بإمضاء المشرف علي اللجنة ،وموظف الجمعية المختص .

الصورة المنشورة علي الجروب أن هذا الإيصال بتاريخ تحصيل حديث ،وهو 26من الشهر الماضي ،بالإضافة إلي رقم اللوحات التي تحمل رقم "9370"،كما أن الإيصال ممهورا بختم لم يكن كاملا يشبه أختام الشرطة .

وكان تعليق القائمين علي الجروب علي تلك الصورة كالآتي " من شوية بعتلنا واحد بيشتكي إن الشرطة أرغمته يدفع ١٥ جنيه عشان يرخص العربية تحت بند التبرع لصندوق تكافل الضباط بالدلتا .. ودلوقتي خمسة جنيه لجمعية الولاء لضباط الشرطة في المنيا .. هو فيه ايه؟ لازم نعمل حملة كل واحد فينا يكفل ضابط شرطة!".

وقد أثارت هذه الصورة بعض التساؤلات والأقاويل بين أعضاء الجروب الذي وصل عددهم 170,441،والتي جاء أغلبها حولت أحقية فرض هذه الاموال علي المواطنين ،وهل هي تعد إتاوات حديثة أم لا ،كما جاءت بعض التعليقات الأخري التي تؤكد ضرورة التصدي لهذه الأشكال من القهر ،فيما تهكم البعض علي هذا الإجراء وأنه إذا ما كان علي كل فرد من الشعب المصري أن يكفل ضابط فلماذا يتعامل هؤلاء الضباط المكفولين من الشعب بهذه التعالي مع الشعب "كفيله "بل ويصل الحال ببعض إلي تعذيب هذا الشعب وانتهاك حقوقه وكرامته .

الأربعاء، 30 يونيو 2010

إذلال المصريين ب"كوبينات "الحكومة الذكية


أمس خرج تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة ليصف حالة الفقر والبطالة المتشعبة والمتعمقة في جذور الجسد المصري ،وكذلك بالأمس أيضا دعت وزارة التضامن الإجتماعي الشعب المصري للذهاب لمكاتب البريد لتسلم البطاقات التموين الإلكترونية ،الحلم الذي طالما حلم به رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ،صاحب الحكومة الذكية .

خصص التقرير لظاهرة الفقر في مصر مبحثا كاملا، ذكر فيه ما وصفه بـ"توارث الفقر" في الفئات الفقيرة، وقال إن الشباب الفقير ينشأ ويستمر فقيرا، خاصة في المناطق الريفية، ويظل غير مؤهل لاقتناص الفرص، أو الحصول على عمل دائم.

نعم الفقر في مصر بالوراثة ،مثلما مرض السكر وغيرها من الأمراض الوراثية ،بل وصل الحال إلي أن أصبحت حتي الأمراض غير الوراثية "تستهبل وتستعبط"كي تكون أمراضا وراثية ،فأصبحنا نري أكثر من فرد في عائلة واحدة مصاب بمرض مثل فيرس سي ،أو الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض التي أصبح لها طابعا مصريا خاصا .

في حين ذكر الدكتور علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق علي شاشة برنامج العاشرة مساءا ،أثناء الحلقة النقاشية حول جدوي بطاقات التموين الإلكترونية ،بأنها خطوة في طريق تحويل دعم الحكومة العيني إلي دعم نقدي ،وهو الأمر الذي طالما طالب به وقت أن كان وزيرا للمالية .

الغريب أن الدكتور علي لطفي يتكلم عن الموضوع بكل ثقة ،وكأنه مدرك كل صغيرة وكبيرة ،بل وكأنه مازال رئيسا لوزراء مصر ،يتكلم بكل فخر لأنه هو أول من طالب بهذا التحول والتخلي عن الشعب ،يقول لطفي بكل فخر ،هذا الإجراء من أجل كرامة المواطن المصري ،ولكي لا يقف في طوابر الخبز والانابيب بشكل مهين! .

ربما لا يقرأ سيادة الوزير السابق الأخبار التي نراها من حين لأخر ،والتي تقشعر لها الأبدان ،أخبار من يقتلون أبنائهم ،بل وانفسهم خشية إملاق،وانتشار البطالة ،والفقر ،ورغم ذلك يسعي ويفتخر بمحاولة تنصل الحكومة من الدعم العيني لفقرائها .

كان آخر هذه الأخبار ما صدر علي صدر الصفحة الاولي اليوم بجريدة المصري اليوم بعنوان "سهام تقتل صغيرها وتحاول الإنتحار "مرتين "بسبب الفقر ".

الفقر كما يأكل البطون جوعا ،يأكل أيضا الأبناء ،سهام هذه ،والتي بحثت كثيرا عن عمل تستطيع الإنفاق منه علي صغيرها الوحيد بعد أن طلقها زوجها بعد ثلاثة اشهر فقط من الزواج ،ضاق بها الحال ،ولم تكفيها 500جنية التي يساعدها بها شقيقها ، هذا المبلغ لم يكفها بضعة الايام الاولي في الشهر بعد أن تدفع الأجرة الشهرية للشقة ،وهو ما اضطرها إلي إخراج ابنها من المدرسة ،ولم تستطع ايضا الإنفاق عليه ،فقتلته ،وحاولت أن تقتل نفسها مرتين ولكنها فشلت ،كل ذلك بسبب الفقر ،والحاجة ليس إلا .

ما فعلته سهام بابنها هو بالضبط ما قاله مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة والذي يؤكد أن المصريين في الأحياء الفقيرة يكافحون من أجل الحصول على كسرة خبز، وأضاف في تقرير له أمس الأول أن الأطفال الذين يعيشون في الأحياء العشوائية الفقيرة بالقاهرة يتناولون النشويات والوجبات عالية السعرات، ولكن غذاءهم يفتقر إلى البروتين.

رئيس الوزراء السابق يتحسر ويغار علي أموال المعاشات التي تضيع هدرا ،ودون وجه حق ،فيقول "في ناس بتاخذ معاش من أيام السادات الله يرحمه ،وكان سنهم فوق الستين ،ومكانش لهم مصدر دخل ،لغاية النهارده وبعد ان أصبح سنهم في التسعين ،وبياخدوا معاش ،دول ماتوا بقاله عشرين سنة ،والناس عمالة تزور...التزوير للأسف منتشر في مصر جدا".

السيد علي لطفي لا يعلم أن التزوير في مصر سائد إلا من خلال هذه الواقعة التي وإن دلت لن تدل إلي علي مدي الفقر والحاجة التي وصل إليها الشعب المصري والفقراء ،للدرجة التي تدفعهم للإحتيال علي القانون من اجل بضعة جنيهات تتصدق بها الحكومة من أجل كسب السمعة الطيبة ليس إلا .

رئيس الوزراء السابق والسياسي المخضرم لا يعلم شيئ عن الأموال المهدره أيضا و التي تهرب إلي الخارج ،وأموال البنوك التي تنهب ليل نهار أمام أعين الحكومة ،يتعجب من احتيال المواطن الفقير ،ولا يتعجب من احتيال الحكومة لنهب أموال التأمينات الإجتماعية لسد عجز الموازنة ،ولا يتعجب ،وكذلك لا يتساءل عن اسم المسئول الكبير في الحكومة الذي ارتشي لتسهيل توكيلات مرسيدس في مصر ،ولكن ربما يرجع هذا لدقة الرجل وملاحظته لأصغر الاشياء لدرجة أنه يري فقط حيل المحتال الصغير الذي يحتال لكي يأكل ،ولا يري المبالغ الضخمة التي تدخل في كروش حيتان البلد.

كان في تقرير صادر أيضا عن الأمم المتحدة قد قدر نسبة الفقر في مصر عام 2007ب 14 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، بينهم أربعة ملايين لا يجدون قوت يومهم،لكننا اليوم ندرك وعبر دراسة وإحصاء وزارة التضامن الإجتماعي والذي يفتخر قادتها بأن جمعوا اكبر قدر من المعلومات والبيانات عن الشعب المصري ،والذي ذكر أحد مستشاريها وهو درويش مصطفي مستشار الوزير في البرنامج أن 12مليون أسرة لهم حق الإنتفاع بالبطاقات التموينية ،أي أنهم يستحقون الدعم من الحكومة ،كما ذكر أن تلك الاسر تضم فيما بينها 64مليون فرد ،وهو ما يعني أن ثلاثة أرباع الشعب المصري يستحق الدعم .

كلام مستشار وزير التضامن الاجتماعي يعد اعترافا رسميا بان أكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصري يستحقون الدعم ،وهم يقدرون وفق احصائية الوزارة ب64مليون نسمة ،ومن المعروف أن تعداد مصر لم يصل بعد إلي رقم ال80مليون نسمة ،وهو ما يشير صراحة أن ما يزيد عن ثلاثة أرباع الشعب المصري يعيش حالة من الفقر التي تتباين درجاته .

الأربعاء، 2 يونيو 2010

أردوغان




تظاهر العالم بأثره علي ما رأه من قرصنة اسرائيلية انتهكت كل الإتفاقيات الحقوقية والدولية والإنسانية ..اسرائيل دولة لا تحترم حق الحياة-علي حد تعبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان –دولة تخترق كل القوانين والأعراف حتي الإنسانية..تزهق أرواحا بكل بساطة ..لتحي بين العالم بكل فظاعة وشراسة .
بالأمس ..يوم وقوع حادث القرصنة الإسرائيلية علي قافلة الحرية ،ووقت صلاة المغرب عقب عودتي من عملي اليومي لفت انتباهي تكدس قوات الأمن المركزي بميدان رمسيس يمنعون أحدا من الوقوف ..إن كنت تريد أن تمشي فلتمشي ،وإن كنت تريد أن تشتري شيئ فعليك بذلك ..ولكن لا تقف ،هكذا قال لي رجل الأمن .لا يردون حتي أن تري صرخات الآخرين أو أن تعرف سبب هذا التكدس الغريب لرجال الأمن الذي يستفز أي شخص عادي ..فما بالك ببني آدم قُدر له أن يعمل بصاحبة الجلالة ،حيث الشغف والنهم الدائم للمعرفة.
أري جموع تتوجه نحو مسجد الفتح ..في البداية كان الأمن يمنع دخول هذه الجموع داخل المسجد لكنهم بعد ذلك وافقوا .

صلي المسلمون المغرب ثم صلوا صلاة الغائب علي روح شهداء قافلة الحرية –وأنا بالخارج ممنوع من الوقوف للمشاهدة ،وممنوع من الدخول للمشاركة- .

بدأت أول تكبيره ثم تنديدات وهتافات وأنا مازلت أبحث عن مخرج ..ألتف حول جنود الأمن ذي الزي الميري والمدني ،وهم يلتفون حولي وحول غيري ممن يريدون أبسط حقوقهم كالمشاهدة والمعرفة .

هتافات وتكبيرات وصرخات ومؤازرة للفلسطينيين ،وتهديد ووعيد للإسرائيليين بأن جيش محمد سوف يعود ،وتذكيراً لهم بأيام خيبر ..وكانت المفاجأة –ربما لي-أن بدأ المتظاهرون في إطلاق صيحات الإعجاب والهتافات التي تؤازر الزعيم التركي رجب طيب أردوغان .."أردوغان ..أردوغان "وتكررت أكثر من مرة .

تساءلت لماذا؟..لماذا لم تهتف تلك الجموع لأي قائد عربي ؟..لماذا هتفوا لأردوغان دون غيره ؟..هل لأنهم لم يجدوا قائدا عربيا؟!..وهو ما لا أعتقد ه ،فلدينا- والخير كثير والحمد لله –الكثير من القادة العرب ،ولكن ربما تنافسهم علي كرسي الحكم والسلطة ألهاهم عن تنافسهم لخلق دوراً قيادياً عربياً ليلتف حولهم شعوبهم ..إنهم قادة اكتفوا بالتنديد والشجب ،وهو ما رفضه المتظاهرون علي لافتاتهم التي أيضا لا تملك سوي أن تندد وتشجب وتدين وتستنكر (وشوية أفعال بتبدأ بتاء المضارعة ).

أعتقد أن أفعال وقرارات أردوغان الأخيرة في الشأن العربي والإسلامي كانت هي كلمة السر التي جعلته زعيماً شعبياً تخطي حدود دولته وقارته ..قراره فور أزمة وزير الخارجية التي اضطرت اسرائيل بكل عجرفتها للإعتذار ..تصريحاته الصارمة تجاه الإنتهاكات الإسرائيلية اليومية ..تقربه من الشارع العربي والمصري بشتي الطرق حتي ولو كان عن طريق مسلسل مثل "نور " الذي استوطن البيوت العربية والمصرية بسلاسة مما جعل تركيا في كل بيت مصري وعربي ،وقراراته الأخيرة بعد حادث القرصنة ،حيث سحب السفير التركي من اسرائيل احتاجا علي الجرم الواقع في حق الأتراك وبعض رجال العالم الذين راحوا ضحية هذه القرصنة ،وإلغاءه ثلاث اتفاقيات عسكرية كانت مبرمة بين تركيا واسرائيل ،وطلبه عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي ..كما أن أردوغان قطع زيارته الرسمية لأمريكا اللاتينية للعودة إلي تركيا لمتابعة ما يحدث وما لا بد الوقوف عليه لردع اسرائيل .

هكذا تحرك الرجل ،فتحركت مشاعر الشعوب العربية نحوه ..تحرك الرجل معاديا للكيان الصهيوني ..قال الرجل في خطابه أمام البرلمان التركي متوجها إلي اسرائيل بكل صرامة (إذا أرتم تركيا "عدوة"فإنها ستكون قاسية )..هكذا يهدد الرجل ويتوعد ..يتوعد ويهدد دون أدني انتقاد،أو اتهاما بمعاداة السامية ،وذلك لا لشئ إلا لأنه هوالرجل الذي يتحرك في الوقت الصحيح والفرصة السانحة ..بعد أن انكشف النقاب عن الوجه العبوث لهذا الكيان الصهيوني .
تحرك الرجل وتحركت اسبانيا واليونان ،وأمين الأمم المتحدة ،وحتي الولايات المتحدة الصديق الأول لإسرائيل ،فلا أحد يستطيع أن ينكر أو يجحد ما قامت به اسرائيل من انتهاكات لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ،وكان حتما عليهم أن يدينوا ويستنكروا ،لكنه كان لزاما علينا أن نتخذ قرارات أكبر من ذلك ،لأننا شبعنا من هذا النوع من التصريحات .

الأنظمة العربية أثبتت أنها أنظمة غبية ،فربما وصفها بالجبانة يكون ترأفا بحالها ،فللجبناء مبررهم ،ولكن ليس هناك مبرراً للأغبياء ،لا عيب عليهم ،ولا لوم لنا عليهم ،ولا نستطيع سوي الدعاء لهم بالشفاء .

أنظمة أثبتت أنها لا تسعي حتي لنيل تأيد الجماهير من خلفهم حتي ولو بالتصريحات العنترية والخطب الرنانة التي ربما تخدع الجماهير ،وتغفر لهم زلاتهم وخطاياهم التي قد تصل إلي خسارة ألاف الجنود في معركة كانت نتيجتها أكبر "وكسة "عربية مصرية في التاريخ ،ولكن خرجت الجماهير تؤيد وتؤازر وتصفح .

كانت لدي الأنظمة العربية الفرصة ،وكانت لديهم المبررات ،وكان لديهم التأيد العالمي ،لكنهم رفضوا الفرصة واعرضوا بوجوههم ..رفضوا تأيدا شعبيا ،يجعلهم أكثر احتراما أمام أعين شعوبهم ..فلهذا امتدت شعبية أردوغان ..ولهذا أيضا اختفت الزعامة العربية .

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

تكفير البرادعي ..بدعة جديدة للفضائيات




من الطبيعي أن تنافق قناة فضائية رياضية تسعي للحصول علي ترخيص لبث قناة جديدة ،فتبث علي مدار 24 ساعة لقاءات مع مواطنين مصريين بينهم وزراء لإنتزاع كلمات التأيد والحب والتهنئة للرئيس مبارك ،ويخرج صاحبها لينافق الرئيس والحكومة.


أما ما ليس طبيعياً أن تخرج قناة دينية شغلها الشاغل الفتوى لتكفر الدكتور محمد البرادعي ،بل تكفر كل أتباعه.. أعرف يقيناً أن النفاق سكن ربوع مصر وضواحيها وقصورها،لكن ما لم أتوقعه أن يتغلغل داخل أروقة القنوات الفضائية الدينية.


أن ينافق صاحب قناة رياضية و"يدعبس" و يدشن برنامج علي مدار 24ساعة يسميه "من القلب"لمزيد من النفاق وإجراء لقاءات مع بسطاء الشارع المصري لإنتزاع كلمات الحب والتأيد لمبارك .. من أجل الحصول علي ترخيص جديد لبث قناة ، لكي نشاهد المزيد من الإسفاف و السباب بين مذيعه علي الهواء مباشرة ،و مذيعي ورياضي قنوات أخري ..وكأن هذا الدكتور لا يدرك أن بسطاء مصر عندما تسألهم عن مدي سعادتهم بما يعانوه من غلاء الأسعار وهل ينامون من غير عشاء أم لا ؟يرد الواحد منهم دون تردد "العيشة عال والحمد لله ومفيش حد بينام من غير عشا".. وكأنه لا يدرك أن هذا المواطن البسيط يهاب أن يقول كلمة حنق علي الرئيس أمام الكاميرات ..وكأنه أيضا لا يدرك أن هناك ممن يشاهدوا هذا النفاق لا يأكلون بأكمامهم ، فالكثير منهم يدرك أن تلك اللقاءات مسجلة ،وأن بين أصبعيه مقصات المونتاج.




الكل يتمني الصحة والسلامة للسيد الرئيس ،ولكن ليس بالنفاق والمراءاة ،والكلمات المعسولة لأجل المصالح ،ولكي يفهم الجميع أني مع وليس ضد .


نسي بعض المداهنين أن الرئيس مبارك نفسه أمر بعد عودته من ألمانيا بأن لا ينافقه أحد أو بمعني أخر لا تنشر أي تهنئة علي صفحات الجرائد ،خاصة القومية ..الرئيس كان يدرك هذا الكم من المداهنة التي تأخذ من صحته طريقا للمزيد من الود مع النظام .


هذا كان طبيعي لأن المصالح تسعي للتعاقد والتصالح والتداهن حتى مع الشيطان ،أما الغريب كان فيما قرأته علي صفحات" المصري اليوم" اليوم بتاريخ 6إبريل حول ما نشرته ضمن أخبارها في الصفحة الثالثة والذي يقول :شنت قناة "الناس"هجوما حادا ضد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب مطالبته بإلغاء المادة الثانية من الدستور ،التي تنص أن الإسلام دين الدولة ،واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".


يضيف الخبر أن الحلقة الأسبوعية من برنامج الداعية خالد عبد الله"سهرة خاصة"يقول فيه أحد ضيوفه :هذا الرجل –في إشارة إلي البرادعي-يحارب الله ورسوله ،وأن كل من ينتخبه من المواطنين يحارب الله ورسوله أيضا.


لم يكتف الداعية بهذا الوصف الذي اتهم الرجل فيه بالكفر ،لأن من يحارب الله ورسوله في منزلة أبو جهل وأبو لهب ..بل قال الداعية "إن البرادعي جاء علي ظهر الفكر الأمريكي والدبابات الأمريكية ،ومش كل من يلبس ثوب مصطفي كامل ،ويقول لو لم أكن مصريا لودت أن أكون مصريا ،وأنا عاوز الناس تاكل والفقراء يشبعوا ،ويخرب في الإسلام وثوابته ،نقول احنا معاه طالما بيهاجم الحكومة"



يضيف الداعية "مش كل من يعارض النظام يبقي رجل كويس ومحترم ،نحن نزن الرجال بالدين "،ويقول أيضا "إحنا معيارنا الإسلام وتطبيقه ،والذي يقف ضد تطبيق الإسلام مش هنسمع له ،فيجب علي الناس أن تنتبه للبديل الأمريكي ".


معني كلام هذا الداعية أن الإسلام يطبق الآن بحذافيره ،ولا اعتراض له علي وضع الإسلام الآن ،وهم من طالبوا ويطالبوا بضرورة الرجوع إلي تعاليم الإسلام وتطبيقه في القانون المصري ..,فمنهم من يري ضرورة تطبيق حد الإسلام علي الزاني والقاتل والسارق ..بل وطالبوا بضرورة التخلي عن القانون الفرنسي ..ووصل البعض منهم أيضا إلي تكفير الحكومة والنظام لأنه نظام ربوي يدعم البنوك ،وأيضا يحارب الإسلاميين الملتحين الذين يقولون قال الله وقال الرسول ويدخلهم غياهب المعتقلات.


الداعية نسي أن اتهام الناس بالباطل من الكبائر ،ونسي الآيه "إذا جاءكم فاسق بنبأ" ،فهل تبين الداعية من صحة اتهاماته قبل أن يتهم الرجل بأنه رجل أمريكا ،الذي يدخل مصر فوق الدبابات الأمريكية ..وهل يعلم أن من يتهم مسلم بالكفر وهو ليس بكافر ،فصفة الكفر تلزم الواصف ..أي بمعني إن لم يكن البرادعي يحارب الله ورسوله -الذي يعني أنه كافر- إذن فمن اتهمه بتلك التهمة فهو الكافر .


أيها الشيخ ..حسبك النفاق .. هل وزنت دين مبارك ؟!.وهل وزنت دين النظام الحالي ؟!.وهل وزنت دين البرادعي وأتباعه ؟! ..وهل وزنته بالطن أم بالجرامات ؟!..وأتمني من سماحتك أن تنبأنا بوزن كل منهم لنعلم من يريد أن يخس ؟! وأقولها لك :نافقوا ...يرحمكم الله

الجمعة، 26 مارس 2010

لزوم المشيخة


كل الاحترام والتقدير لشيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب ،لكن خطابه الأول فور اعلان توليه المنصب الجديد لم يكن هو الخطاب الأمثل ،الذي يليق برجل اعتلي منبر الاسلام ،وشيخ أكبر مؤسسة اسلامية في العالم .


الامام أحمد الطيب الذي قضي عمرا في الجامعات الفرنسية ،وصاحب البذلة الأفرنجية كان يدرك أن هيئته الحداثية لا تليق بمنصب شيخ الأزهر ،فالمعتاد علي الامام الأكبر وحتي امام أصغر زاوية للصلاة أن يلبس الجلباب ،أو الجبة والقفطان الأزهري ،ومن الطبيعي أن يطلق اللحية .

اعتاد جموع المسلمين في شتي الأرض علي لحية الشيخ وجلبابه وعمته أو شاله الأبيض،وبغض النظر عن كون تلك الهيئة هي الهيئة الأصح أو هي التي يجب أن يكون عليها المسلم ،أو كونها هي الزي الشرعي الوحيد ومن يخالفه فقد سلك طريقا غير السنة ،لكني لا أعلم ماذا كان يريد أن يقول الشيخ عندما قال في خطابه المنشورفي العديد من الجرائد ووسائل الاعلام " سأطلق اللحية لأنه جرى العرف على أن شيخ الأزهر له لحية، وهو شيء مطلوب، كما هو مطلوب أيضا ارتداء الزي الأزهري، وان كنت أرى انه ليس واجبا أو فرضا ولا حراما إذا ارتديت الزي الإفرنجي، لكن ذلك سيصدم الشعور العام، كما ان الشرع يحترم ويقدر الشعور العام، ويستاء من الخروج على الذوق العام، فالمسألة ليست حلال أو حراما بقدر ما هي عرف، والعرف مقدر عند الشرع والشريعة.".


ماذا يعني الشيخ بكلمة الذوق العام ،هل كان يقصد اللبس علي "الموضة"؟!.وهل سيتخلي الشيخ عن العمل بالشريعة وبما ينص عليهما القرأن والسنة ،ليعمل بما ينص عليه الذوق العام؟!.

أعتقد أن فضيلة الامام ارتبك قليلا من هول المفاجأة المفرحة بالطبع ،ربما نسي أن قاعدة "لزوم ما يلزم " تختلف كثيرا عن قاعدة"لزوم المشيخة"، فالأولي قاعدة نحوية تطبق في اللغة العربية ،وليست قاعدة شرعية يطبقها الامام الأكبر للمسلمين ،وبالتالي يطبقها أتباعه في بلاد الاسلام !.

فضيلة الامام ..الذوق العام من الطابع المطاط...نعم هو كالأستك أو أشد مطا،لا تستطيع أن تقيده أو تحاصره أو تحصره...الذوق العام قد يفرض علينا أن نلبس المايوه في البحر والبيسين بتاع الناس الأغنية ...فهل علينا أن نطبق قاعدة الذوق العام؟!...الذوق العام يجعلنا نسمع الأغاني ..فهل هي حرام أم حلال ؟!..الذوق العام في فرنسا يبيح الخمر ..فهل نشربه؟!.

الخوف أيها الشيخ الجليل أن تنحدر فتواك نحو الذوق والأهواء لا نحو الشريعة ... أن تراعي الآن وفي أول خطاب لك الذوق العام ،وربما بعد ذلك تراعي ذوق الحاكم ،أو الحزب الحاكم الذي أنت عضو فيه،أو تراعي ذوق أحمد عز رئيسك في الحزب _عفوا أيها الشيخ فهو فعلا رئيسك في لجنة السياسات التي أنت جزء منها،ولا أعرف كيف ستتعامل معه وأنت امام المسلمين يتبعك الناس ،وأنت تتبع عز في لجنة السياسات وهو أحد محتكري مصر ،عفوا الحديد المصري _فهل ستقول له أن الاحتكار حرام شرعا!.

الحمد لله أيها الشيخ الجليل أن الذوق العام الذي أنت تراعيه مازال ذوقا محترما،يجعلك تلبس القفطان وتطلق اللحية وتلبس العمة...لكني أخاف أن ينحدر الذوق العام بقدرة قادر ويجعلك تلبس شورت وفانلة وكاب!.

الاثنين، 25 يناير 2010

أنت مسيحي ..أنا مسلم..اذن نفترق!


تطفوا الأن على الساحة قضية الاقباط واضطهاد الاغلبية المسلمة لهم،ومظاهرات هنا وهناك،وتنديد ووفد امريكي ،ورد رسمي حكومي ،وخطاب للرئيس،ونقاش بمجلس الشعب ،واتهامات تدين أشخاصا بعينهم سواء مقربين من الحكومة أو الحكومة ذاتها،لكن الجميع التفت للرد على الأسئلة والاتهامات،دون الوقوف والتوقف عند المشكلة ،والدخول في جوهرها للكشف عن بذور الفتنة ،كى لا تتشعب فروعها الى أن تصبح شجرة عجوز يصعب اقتلاع جذورها.
من ينكر وجود حساسية بين الطرفين فهو كاذب ،وتربص كل فئة بالاخرى ،وأن المجتمع يعيش حالة من الود والتفاهم ،واللون الوردى الذي يخيم علي الجميع ،فهو اما يخدعنا أو يخدع نفسه ،أويرائى لكسب مصلحة.
هناك مشكلةوحساسية بين الطرفين ،هناك من يتأفف عندما يجلس بجواره مسيحي فى الاتوبيس ،وهناك من لايشرب من كوب شرب من مسيحى أو اناءا أكل منه ،بحجة أن المشركين نجس ،أو أبسط من ذلك _وهو ما يراود عامة المسلمين _وهو أن المسيحين يأكلون لحم الخنازير المحرمة أكلها على المسلمين ولذلك فلا يجب أن نأكل أو نشرب من انائهم ،على الرغم من تصريح القرآن الكريم بقوله "وطعامهم حل لكم "في اشارة الى جواز أكل مايأكلون الا ما حرمه الله على المسلمين ،هذا واقع بالفعل يراود الكثير من المسلمين .
على الجانب الاخر يشعر المسيحيين أن مصر هي أرضهم _وهذا حق_التي انتزعها المسلمون منهم ابان الفتح الاسلامي ،وأنهم هم الاقباط الذين لابد أن يحكموا البلاد لأنها بلادهم ،ولا حق للمسلمين في الحكم ،وكم منهم من يعض علي انيابه عن سماع اسم "محمد"،و أنهم هم المصريون الحقيقيون ،وأن المسلمون هم القادمون من شبه الجزيرة العربية_أي أنهم ليس لهم فيها حق _،وتساؤلاتهم التى قد تكون تساؤلات داخلية غير معلنةوهى لماذا يخضعون للحكم بالشريعة الاسلامية ،وهم أصلا غير معترفين بهذه الديانة ولا بصاحبها ؟!.
بين هذا الجنانب والآخر شواذ،_وهم ليس كما تعتقد _هم شواذ وسطيون معتدلون ،ليس لديهم حساسية فى التعامل مع الأخر،لكن هؤلاء ليسوا بالعدد الكافى الذي يصلح لبناء جسر للربط بين الجانبين ،كما لا تستطيع أيديهم القليلة العدد حمل معول الهدم لكسر الحاجز بين الطرفين.
أنا لا أعلم حقيقة ما الحل لهذه المشكلة،ولكن ما أعلمه أن هناك مشكلة وعلى أجهزة الحل والربط في الدولة تولى مسئوليتها ،ولكن دون اعتقال وملئ السجون،التى أعتقد أنها مليئه بما يكفى ولا تتسع للمزيد،هناك بين الجانبين مفكريين وحكماء وعقلاء ولابد من الاستعانة بهم ،ولا وقت يتسع لكى تضع الحكومة يدها فى أذنيها لكى تسمع صوتها فقط .لابد أن تسمع جميع الاطراف ،وتفند كل صغيرة وكبيرة ،وان تدع الفرصة ليعرى كل جانب ما يخفيه في طيات نفسه لفتح حوار عار مكشوف من اى كذب ورياء للوصول الى الحل الأمثل.

الثلاثاء، 12 يناير 2010

عم سنوسى بائع المناديل :الحكومه لم تساعدنى فى اعاقتى وانا عاوز حقى


.:؟


فضل بيع المناديل بالرصيف على ان يمد يده لابنائه .

شلل الاطفال لم يعوقنى عن العمل ببيع الخضار في شبابى لكن شيخوختى هى الاعاقة الحقيقية.


مصحف ومسبحة و"باكته" من علب المناديل الورقية هى كل ما يمتلكه من حطام الحياه، يتلو آى المصحف، بينما تداعب أصابعة حبات المسبحة، انتظارا لزبائنه الذين ييجد فى قروشهم القليلة التى تكفيه - بالكاد – عوضا عن مد يده لإنسان، ولو كان أقرب الأقربين.
يفترش الرصيف معتليا بعض الاقمشة الممزقة، ويرتدى فوق كتفيه عباءة بالية لحمايته من قرص برد الشتاء، يؤمن أن الابتلاء فى الدنيا والصبر عليه هو اسمى مراتب الايمان، لذلك لم تشكل إعاقتة التى ابتلى بها فى سنى حياته الأولى عائقا كالذى يمكن أن يقف أمام أى شخص آخر غيره، لكنه أبدا لم يكن كغيره، فلم يمد يده يوما طالبا صدقة، ولم يطلب مساعدة الحكومة، بل اعتمد على عافيته وشبابه ليعمل ويكسب من عرقه، حتى ولى شبابه وولت معه العافية، التى لا تتفق أبدا مع الشيخوخة التى اطلت برأسها ووهنها، معلنة انتقاله لمحطة جديدة من حياته، ربما تكون الأخيرة.

"رغم شلل الأطفال الذى تمكن من يده اليسرى، وواحدة من قدميه، إلا أن كان يستطيع حمل جوال الخيار بيد واحدة وقت أن كان بائعا للخضار والفاكهة يفترش أحد الأرصفة بشارع المنيل، بالقرب من محطة الهلباوى" .. هكذا يحكى – بفخر وحماس - عن سنوات الصبا والشباب، التى كانت أزهى فترات حياته حسبما يبدو، قبل ان تتغير ملامحة إلى النقيض تماما، وهى يتحدث بانكسار وألم عن مخاوف تجار الجملة الذين كانوا يمدونه بالبضاعة بنظام الدفع الآجل من أن يموت بشكل مفاجئ، فلا يتحصلون على ثمن بضائعهم، ولا يجدون وريثا يتعهد بالدفع.
ولد الحاج سنوسى وعاش بيت صغير، من حجرة واحدة وحمام مسقوف بجذوع النحيل، بقرية الحرانية مركز الجيزة، ويعول والدته التى تجاوز عمرها 85 عاما، مع ابنته وأولادها، واثنين من أبنائه.

حكايتة وهويسردها اشبه بسيناريوهات الافلام ..فيبدا قائلا :انا ليا حق على الدولة كمواطن قبل اى شئ وايضا لي حق كانسان معوق ..مفيش حد بيساعدنى من اولادى ويمكن صباح الخير بيستخسروها فيا ..لى ولدين وبنت ..واحد متجوز ومعاه ولد والبنت اتجوزت من ابن عمها وجابت منه بنت لكنه طلقها ..والبنت دى عندها دلوقتى 11سنه وانا اللى بصرف عليها ..اما بنتى اتجوزت من واحد تانى وخلفت منه سته وكانت عيشه معايا في نفس البيت وكنت بصرف عليها هيه وجوزها وولادها بس طردتهابعد ما عذبتنى .

عزة النفس التى يمتلكها هذا الرجل جعلته يأبى انتظار الاحسان من ابنائه فالاهون عليه ان تقطع يده او يموت - على حد تعبيره - قبل ان يمد يده الى ابنائه خاصة انهم ايضا في حاجة الى المساعدة، فالابن الكبير يعول زوجته وولده يعولهما وليس في حاجة الى ان يعول عبأ ثالثا، فكما يصف (كل واحد في الزمن ده يادوب يقدر يشيل شلته وان قدر يشيلها.. فما بالك براجل عجوز زى وكمان معاه ام عندها 85 سنه هايصرف علينا ازاى وهومجرد عامل بسيط فى مصنع نسيج مرتبه اوله عن آخره ستمائه جنيه والواد ابنى التانى شغال عند ناس مش عارف ان كان سفرجى ولاغفير ولابواب ...والله يابنى مناعارف شغال ايه !.

احساس غريب تشعر به وانت تسمع لهذا الشيخ العجوز تحتار فى تفسيره لاتعرف اي وصف تصفه به .. تشعر انه رجل شديد الايمان وشديد الصبر وربماتسمع فى كلامه نبرة فلسفية لاتدرك من اين اتى بها وهو الرجل الذى يستطيع بالكاد ان يقرأ القران ..وربما تراه سياسى محنك او عالم اجتماع عندما يصف لك الحالة التى وصلت اليها البلد سواء بانهيار الاخلاق والمثل اوانعدام وتأكل طبقة محدودى الدخل والتكالب على لقمة العيش.

طرد ابنته من البيت بعدما عذبته ليس بالمصاريف التى يصرفها على اولادها وزوجها ولكن بسيرتها وسلوكها الذى لم يعد يتحمله ..فبعد ان زوجها من ابن اخيه طلقت لاسباب لم يذكرها ..هربت من البيت وتركت طفلتها رضيعه فقام بتربيتها هو وامه العجوز حتى اصبحت الان فى الحادية عشر من عمرها .

علم ان ابنته قد سلكت الطريق الخطأ اثناء هروبها الى ان عادت مرة اخري بعد فترة طويلة وفي يدها رجل كان هو زوجها الحالى ..كان عاطلا..انجبت منه سته اولاد فاضطرت ان تخرج للعمل وهوجالس فى البيت ينتظر اجرتها.

ساعدها فى تربيه اولادها وهو ينظر بعين الحسره والالم على حالها وزوجها الذى يأكل من عرق زوجتة..الى ان علم انها تعمل فى احد الكازينوهات الليلية بعلم زوجها الذى ينتظرها ليقبض منها حينها قام بطردهم من البيت ولم تبق معه سوى بنتها من زوجها الاول حتى لا تلق مصير امها .. وعلم بعد ذلك انها تركت زوجها ايضا وتعيش هى وفتاه اخرى فى شقة مفروشة.

يرضى تمام الرضا بحالة وعيشتة ولكنه ايضا يعلم ان له حق فى هذا البلد ..فهو لاياخذ اي اعانة من الحكومة اومعاشا استثنائيا باعتباره من ذوى الاحتياجات الخاصة لتساعده على العيش عيشة كريمة لم يطلب هذا ولن يطلبه لانه يريد ان يأكل من كده وتعب يده ولكنه يريد كشكا صغيرا باى مكان يكسب منه قوت يومه دون انتظار اعانة حكومة او مسؤل وانهى كلامه قائلا (من الاخر انا ليا حق ع البلد وانا عاوز حقى).