أخر الأخبار

السبت، 15 يناير 2011

بائع خضار لكل ديكتاتور



حقٌ علي الجميع أن يتعظ ..حقٌ علي كل ديكتاتور أن يعرف أن في الغد صحوة ..وأن طائرة أو باخرة أو يختاً ينتظر حضرته لكي يُقلهُ بعيدا إلي جزيرة نائية وغالبا ما تكون "مالطة "- منفي الدكتاتورية –أو إلي أي نظام ديكتاتوري صديق .

حقٌ علي كل رأس نظام دكتاتوري رئيساً كان أو سلطاناً أو ملكاً أن يدرك أن بائعاً للخضار ينتظره ،أن هناك من قد يحرق نفسهُ لكي يحرق الشعب قنبلة آلامه وأوجاعه في وجه "أطخن " ديكتاتور .

سيذكر التاريخ بائع الخضار التونسي الذي أقال رئيسًا للجمهورية ..سيذكر التاريخ( محمد البوعزيزي) الذي أحرق نفسه بعدما استولت الشرطة التونسية علي مصدر رزقه الوحيد وصادرت عربة الخضار ،فلم يفكر للحظة ولم يتردد في أن يشعل في نفسه النار دون أن يدرك أنه يشعل أول شرارة في حريق ضخم استمر قرابة الشهر ولم تستطع جهود الإنقاذ السيطرة عليه حتى انفجرت في رأس النظام ورأس "بن علي " ليرحل هاربا في 14من يناير 2011 ليسجل التاريخ يوماً آخر في تاريخ نضال الشعب التونسي والأمة العربية التي دوما أرادت الحياة.

كان علي كل ديكتاتور أن يدرك أنه لا صوت يعلوا فوق صوت الأمة ،وأن هذه العبارات ليست مجرد كلمات رنانة يطلقها القادة والزعماء فقط ،بل هي حقيقة تتوهج وتشرق في أعين الناكرين في أي وقت كان مهما غربت شمسها .

لذا وجب تحذير كل ديكتاتور متغطرس من عبارات ورسالات المنتحرين القادمين خوفا من يوم معلوم تترد فيه المظالم ..أبيض علي كل مظلوم ..أسود علي كل ظالم ،كما عليهم التخلص من كل بائعي الخضراوات أو منع بيعها أو تحريمها تفاديا لحادث أليم قد يشعل دكتاتورياتهم الواهية ،وخوفا من تكرار (البوعزيزي) الذي يكمن في صدر كل منا .