أخر الأخبار

الاثنين، 25 يناير 2010

أنت مسيحي ..أنا مسلم..اذن نفترق!


تطفوا الأن على الساحة قضية الاقباط واضطهاد الاغلبية المسلمة لهم،ومظاهرات هنا وهناك،وتنديد ووفد امريكي ،ورد رسمي حكومي ،وخطاب للرئيس،ونقاش بمجلس الشعب ،واتهامات تدين أشخاصا بعينهم سواء مقربين من الحكومة أو الحكومة ذاتها،لكن الجميع التفت للرد على الأسئلة والاتهامات،دون الوقوف والتوقف عند المشكلة ،والدخول في جوهرها للكشف عن بذور الفتنة ،كى لا تتشعب فروعها الى أن تصبح شجرة عجوز يصعب اقتلاع جذورها.
من ينكر وجود حساسية بين الطرفين فهو كاذب ،وتربص كل فئة بالاخرى ،وأن المجتمع يعيش حالة من الود والتفاهم ،واللون الوردى الذي يخيم علي الجميع ،فهو اما يخدعنا أو يخدع نفسه ،أويرائى لكسب مصلحة.
هناك مشكلةوحساسية بين الطرفين ،هناك من يتأفف عندما يجلس بجواره مسيحي فى الاتوبيس ،وهناك من لايشرب من كوب شرب من مسيحى أو اناءا أكل منه ،بحجة أن المشركين نجس ،أو أبسط من ذلك _وهو ما يراود عامة المسلمين _وهو أن المسيحين يأكلون لحم الخنازير المحرمة أكلها على المسلمين ولذلك فلا يجب أن نأكل أو نشرب من انائهم ،على الرغم من تصريح القرآن الكريم بقوله "وطعامهم حل لكم "في اشارة الى جواز أكل مايأكلون الا ما حرمه الله على المسلمين ،هذا واقع بالفعل يراود الكثير من المسلمين .
على الجانب الاخر يشعر المسيحيين أن مصر هي أرضهم _وهذا حق_التي انتزعها المسلمون منهم ابان الفتح الاسلامي ،وأنهم هم الاقباط الذين لابد أن يحكموا البلاد لأنها بلادهم ،ولا حق للمسلمين في الحكم ،وكم منهم من يعض علي انيابه عن سماع اسم "محمد"،و أنهم هم المصريون الحقيقيون ،وأن المسلمون هم القادمون من شبه الجزيرة العربية_أي أنهم ليس لهم فيها حق _،وتساؤلاتهم التى قد تكون تساؤلات داخلية غير معلنةوهى لماذا يخضعون للحكم بالشريعة الاسلامية ،وهم أصلا غير معترفين بهذه الديانة ولا بصاحبها ؟!.
بين هذا الجنانب والآخر شواذ،_وهم ليس كما تعتقد _هم شواذ وسطيون معتدلون ،ليس لديهم حساسية فى التعامل مع الأخر،لكن هؤلاء ليسوا بالعدد الكافى الذي يصلح لبناء جسر للربط بين الجانبين ،كما لا تستطيع أيديهم القليلة العدد حمل معول الهدم لكسر الحاجز بين الطرفين.
أنا لا أعلم حقيقة ما الحل لهذه المشكلة،ولكن ما أعلمه أن هناك مشكلة وعلى أجهزة الحل والربط في الدولة تولى مسئوليتها ،ولكن دون اعتقال وملئ السجون،التى أعتقد أنها مليئه بما يكفى ولا تتسع للمزيد،هناك بين الجانبين مفكريين وحكماء وعقلاء ولابد من الاستعانة بهم ،ولا وقت يتسع لكى تضع الحكومة يدها فى أذنيها لكى تسمع صوتها فقط .لابد أن تسمع جميع الاطراف ،وتفند كل صغيرة وكبيرة ،وان تدع الفرصة ليعرى كل جانب ما يخفيه في طيات نفسه لفتح حوار عار مكشوف من اى كذب ورياء للوصول الى الحل الأمثل.

الثلاثاء، 12 يناير 2010

عم سنوسى بائع المناديل :الحكومه لم تساعدنى فى اعاقتى وانا عاوز حقى


.:؟


فضل بيع المناديل بالرصيف على ان يمد يده لابنائه .

شلل الاطفال لم يعوقنى عن العمل ببيع الخضار في شبابى لكن شيخوختى هى الاعاقة الحقيقية.


مصحف ومسبحة و"باكته" من علب المناديل الورقية هى كل ما يمتلكه من حطام الحياه، يتلو آى المصحف، بينما تداعب أصابعة حبات المسبحة، انتظارا لزبائنه الذين ييجد فى قروشهم القليلة التى تكفيه - بالكاد – عوضا عن مد يده لإنسان، ولو كان أقرب الأقربين.
يفترش الرصيف معتليا بعض الاقمشة الممزقة، ويرتدى فوق كتفيه عباءة بالية لحمايته من قرص برد الشتاء، يؤمن أن الابتلاء فى الدنيا والصبر عليه هو اسمى مراتب الايمان، لذلك لم تشكل إعاقتة التى ابتلى بها فى سنى حياته الأولى عائقا كالذى يمكن أن يقف أمام أى شخص آخر غيره، لكنه أبدا لم يكن كغيره، فلم يمد يده يوما طالبا صدقة، ولم يطلب مساعدة الحكومة، بل اعتمد على عافيته وشبابه ليعمل ويكسب من عرقه، حتى ولى شبابه وولت معه العافية، التى لا تتفق أبدا مع الشيخوخة التى اطلت برأسها ووهنها، معلنة انتقاله لمحطة جديدة من حياته، ربما تكون الأخيرة.

"رغم شلل الأطفال الذى تمكن من يده اليسرى، وواحدة من قدميه، إلا أن كان يستطيع حمل جوال الخيار بيد واحدة وقت أن كان بائعا للخضار والفاكهة يفترش أحد الأرصفة بشارع المنيل، بالقرب من محطة الهلباوى" .. هكذا يحكى – بفخر وحماس - عن سنوات الصبا والشباب، التى كانت أزهى فترات حياته حسبما يبدو، قبل ان تتغير ملامحة إلى النقيض تماما، وهى يتحدث بانكسار وألم عن مخاوف تجار الجملة الذين كانوا يمدونه بالبضاعة بنظام الدفع الآجل من أن يموت بشكل مفاجئ، فلا يتحصلون على ثمن بضائعهم، ولا يجدون وريثا يتعهد بالدفع.
ولد الحاج سنوسى وعاش بيت صغير، من حجرة واحدة وحمام مسقوف بجذوع النحيل، بقرية الحرانية مركز الجيزة، ويعول والدته التى تجاوز عمرها 85 عاما، مع ابنته وأولادها، واثنين من أبنائه.

حكايتة وهويسردها اشبه بسيناريوهات الافلام ..فيبدا قائلا :انا ليا حق على الدولة كمواطن قبل اى شئ وايضا لي حق كانسان معوق ..مفيش حد بيساعدنى من اولادى ويمكن صباح الخير بيستخسروها فيا ..لى ولدين وبنت ..واحد متجوز ومعاه ولد والبنت اتجوزت من ابن عمها وجابت منه بنت لكنه طلقها ..والبنت دى عندها دلوقتى 11سنه وانا اللى بصرف عليها ..اما بنتى اتجوزت من واحد تانى وخلفت منه سته وكانت عيشه معايا في نفس البيت وكنت بصرف عليها هيه وجوزها وولادها بس طردتهابعد ما عذبتنى .

عزة النفس التى يمتلكها هذا الرجل جعلته يأبى انتظار الاحسان من ابنائه فالاهون عليه ان تقطع يده او يموت - على حد تعبيره - قبل ان يمد يده الى ابنائه خاصة انهم ايضا في حاجة الى المساعدة، فالابن الكبير يعول زوجته وولده يعولهما وليس في حاجة الى ان يعول عبأ ثالثا، فكما يصف (كل واحد في الزمن ده يادوب يقدر يشيل شلته وان قدر يشيلها.. فما بالك براجل عجوز زى وكمان معاه ام عندها 85 سنه هايصرف علينا ازاى وهومجرد عامل بسيط فى مصنع نسيج مرتبه اوله عن آخره ستمائه جنيه والواد ابنى التانى شغال عند ناس مش عارف ان كان سفرجى ولاغفير ولابواب ...والله يابنى مناعارف شغال ايه !.

احساس غريب تشعر به وانت تسمع لهذا الشيخ العجوز تحتار فى تفسيره لاتعرف اي وصف تصفه به .. تشعر انه رجل شديد الايمان وشديد الصبر وربماتسمع فى كلامه نبرة فلسفية لاتدرك من اين اتى بها وهو الرجل الذى يستطيع بالكاد ان يقرأ القران ..وربما تراه سياسى محنك او عالم اجتماع عندما يصف لك الحالة التى وصلت اليها البلد سواء بانهيار الاخلاق والمثل اوانعدام وتأكل طبقة محدودى الدخل والتكالب على لقمة العيش.

طرد ابنته من البيت بعدما عذبته ليس بالمصاريف التى يصرفها على اولادها وزوجها ولكن بسيرتها وسلوكها الذى لم يعد يتحمله ..فبعد ان زوجها من ابن اخيه طلقت لاسباب لم يذكرها ..هربت من البيت وتركت طفلتها رضيعه فقام بتربيتها هو وامه العجوز حتى اصبحت الان فى الحادية عشر من عمرها .

علم ان ابنته قد سلكت الطريق الخطأ اثناء هروبها الى ان عادت مرة اخري بعد فترة طويلة وفي يدها رجل كان هو زوجها الحالى ..كان عاطلا..انجبت منه سته اولاد فاضطرت ان تخرج للعمل وهوجالس فى البيت ينتظر اجرتها.

ساعدها فى تربيه اولادها وهو ينظر بعين الحسره والالم على حالها وزوجها الذى يأكل من عرق زوجتة..الى ان علم انها تعمل فى احد الكازينوهات الليلية بعلم زوجها الذى ينتظرها ليقبض منها حينها قام بطردهم من البيت ولم تبق معه سوى بنتها من زوجها الاول حتى لا تلق مصير امها .. وعلم بعد ذلك انها تركت زوجها ايضا وتعيش هى وفتاه اخرى فى شقة مفروشة.

يرضى تمام الرضا بحالة وعيشتة ولكنه ايضا يعلم ان له حق فى هذا البلد ..فهو لاياخذ اي اعانة من الحكومة اومعاشا استثنائيا باعتباره من ذوى الاحتياجات الخاصة لتساعده على العيش عيشة كريمة لم يطلب هذا ولن يطلبه لانه يريد ان يأكل من كده وتعب يده ولكنه يريد كشكا صغيرا باى مكان يكسب منه قوت يومه دون انتظار اعانة حكومة او مسؤل وانهى كلامه قائلا (من الاخر انا ليا حق ع البلد وانا عاوز حقى).