أخر الأخبار

الثلاثاء، 12 يناير 2010

عم سنوسى بائع المناديل :الحكومه لم تساعدنى فى اعاقتى وانا عاوز حقى


.:؟


فضل بيع المناديل بالرصيف على ان يمد يده لابنائه .

شلل الاطفال لم يعوقنى عن العمل ببيع الخضار في شبابى لكن شيخوختى هى الاعاقة الحقيقية.


مصحف ومسبحة و"باكته" من علب المناديل الورقية هى كل ما يمتلكه من حطام الحياه، يتلو آى المصحف، بينما تداعب أصابعة حبات المسبحة، انتظارا لزبائنه الذين ييجد فى قروشهم القليلة التى تكفيه - بالكاد – عوضا عن مد يده لإنسان، ولو كان أقرب الأقربين.
يفترش الرصيف معتليا بعض الاقمشة الممزقة، ويرتدى فوق كتفيه عباءة بالية لحمايته من قرص برد الشتاء، يؤمن أن الابتلاء فى الدنيا والصبر عليه هو اسمى مراتب الايمان، لذلك لم تشكل إعاقتة التى ابتلى بها فى سنى حياته الأولى عائقا كالذى يمكن أن يقف أمام أى شخص آخر غيره، لكنه أبدا لم يكن كغيره، فلم يمد يده يوما طالبا صدقة، ولم يطلب مساعدة الحكومة، بل اعتمد على عافيته وشبابه ليعمل ويكسب من عرقه، حتى ولى شبابه وولت معه العافية، التى لا تتفق أبدا مع الشيخوخة التى اطلت برأسها ووهنها، معلنة انتقاله لمحطة جديدة من حياته، ربما تكون الأخيرة.

"رغم شلل الأطفال الذى تمكن من يده اليسرى، وواحدة من قدميه، إلا أن كان يستطيع حمل جوال الخيار بيد واحدة وقت أن كان بائعا للخضار والفاكهة يفترش أحد الأرصفة بشارع المنيل، بالقرب من محطة الهلباوى" .. هكذا يحكى – بفخر وحماس - عن سنوات الصبا والشباب، التى كانت أزهى فترات حياته حسبما يبدو، قبل ان تتغير ملامحة إلى النقيض تماما، وهى يتحدث بانكسار وألم عن مخاوف تجار الجملة الذين كانوا يمدونه بالبضاعة بنظام الدفع الآجل من أن يموت بشكل مفاجئ، فلا يتحصلون على ثمن بضائعهم، ولا يجدون وريثا يتعهد بالدفع.
ولد الحاج سنوسى وعاش بيت صغير، من حجرة واحدة وحمام مسقوف بجذوع النحيل، بقرية الحرانية مركز الجيزة، ويعول والدته التى تجاوز عمرها 85 عاما، مع ابنته وأولادها، واثنين من أبنائه.

حكايتة وهويسردها اشبه بسيناريوهات الافلام ..فيبدا قائلا :انا ليا حق على الدولة كمواطن قبل اى شئ وايضا لي حق كانسان معوق ..مفيش حد بيساعدنى من اولادى ويمكن صباح الخير بيستخسروها فيا ..لى ولدين وبنت ..واحد متجوز ومعاه ولد والبنت اتجوزت من ابن عمها وجابت منه بنت لكنه طلقها ..والبنت دى عندها دلوقتى 11سنه وانا اللى بصرف عليها ..اما بنتى اتجوزت من واحد تانى وخلفت منه سته وكانت عيشه معايا في نفس البيت وكنت بصرف عليها هيه وجوزها وولادها بس طردتهابعد ما عذبتنى .

عزة النفس التى يمتلكها هذا الرجل جعلته يأبى انتظار الاحسان من ابنائه فالاهون عليه ان تقطع يده او يموت - على حد تعبيره - قبل ان يمد يده الى ابنائه خاصة انهم ايضا في حاجة الى المساعدة، فالابن الكبير يعول زوجته وولده يعولهما وليس في حاجة الى ان يعول عبأ ثالثا، فكما يصف (كل واحد في الزمن ده يادوب يقدر يشيل شلته وان قدر يشيلها.. فما بالك براجل عجوز زى وكمان معاه ام عندها 85 سنه هايصرف علينا ازاى وهومجرد عامل بسيط فى مصنع نسيج مرتبه اوله عن آخره ستمائه جنيه والواد ابنى التانى شغال عند ناس مش عارف ان كان سفرجى ولاغفير ولابواب ...والله يابنى مناعارف شغال ايه !.

احساس غريب تشعر به وانت تسمع لهذا الشيخ العجوز تحتار فى تفسيره لاتعرف اي وصف تصفه به .. تشعر انه رجل شديد الايمان وشديد الصبر وربماتسمع فى كلامه نبرة فلسفية لاتدرك من اين اتى بها وهو الرجل الذى يستطيع بالكاد ان يقرأ القران ..وربما تراه سياسى محنك او عالم اجتماع عندما يصف لك الحالة التى وصلت اليها البلد سواء بانهيار الاخلاق والمثل اوانعدام وتأكل طبقة محدودى الدخل والتكالب على لقمة العيش.

طرد ابنته من البيت بعدما عذبته ليس بالمصاريف التى يصرفها على اولادها وزوجها ولكن بسيرتها وسلوكها الذى لم يعد يتحمله ..فبعد ان زوجها من ابن اخيه طلقت لاسباب لم يذكرها ..هربت من البيت وتركت طفلتها رضيعه فقام بتربيتها هو وامه العجوز حتى اصبحت الان فى الحادية عشر من عمرها .

علم ان ابنته قد سلكت الطريق الخطأ اثناء هروبها الى ان عادت مرة اخري بعد فترة طويلة وفي يدها رجل كان هو زوجها الحالى ..كان عاطلا..انجبت منه سته اولاد فاضطرت ان تخرج للعمل وهوجالس فى البيت ينتظر اجرتها.

ساعدها فى تربيه اولادها وهو ينظر بعين الحسره والالم على حالها وزوجها الذى يأكل من عرق زوجتة..الى ان علم انها تعمل فى احد الكازينوهات الليلية بعلم زوجها الذى ينتظرها ليقبض منها حينها قام بطردهم من البيت ولم تبق معه سوى بنتها من زوجها الاول حتى لا تلق مصير امها .. وعلم بعد ذلك انها تركت زوجها ايضا وتعيش هى وفتاه اخرى فى شقة مفروشة.

يرضى تمام الرضا بحالة وعيشتة ولكنه ايضا يعلم ان له حق فى هذا البلد ..فهو لاياخذ اي اعانة من الحكومة اومعاشا استثنائيا باعتباره من ذوى الاحتياجات الخاصة لتساعده على العيش عيشة كريمة لم يطلب هذا ولن يطلبه لانه يريد ان يأكل من كده وتعب يده ولكنه يريد كشكا صغيرا باى مكان يكسب منه قوت يومه دون انتظار اعانة حكومة او مسؤل وانهى كلامه قائلا (من الاخر انا ليا حق ع البلد وانا عاوز حقى).

هناك 4 تعليقات:

  1. ربنا يتولاه ويتولى غيره .... لأن ربنا أكبر من الجميع وأحن من الجميع .

    ردحذف
  2. شكرا على تعليقك ،وسأزور مدونتك قريبا

    ردحذف
  3. هناك الكثيرون أمثال سنوسي،وكلنا في الهم سنوسي

    ردحذف
  4. له الله ؛ولنا نحن أيضا

    ردحذف